كلمة رئيس القسم
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على مَن لا نبيّ بعده؛
أمّا بعد... فإنّ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية تخطو خطواتها الحكيمة بتأن وبصيرة وتآزر منقطع النظير بين الفريق القيادي الإداري بالكلية وجميع أعضاء هيئة تدريسها منذ زمن غير قصير بهدف إحداث نقلة نوعية في مجال الدراسات الإسلامية تنعكس إيجابًا على طلبتها وشركاء المصلحة وسوق العمل والمجتمع المحلي والإقليمي فالدولي. ويعود تاريخ هذه الانطلاقة المباركة الحثيثة إلى عام 2015، وذلك برسم رؤية واضحة ورسالة هادفة، وبوضع مخرجات تعليمية ترفع من كفاءة الخريج، وتؤهله للخوض في معترك الحياة بمنهج وسط معتدل ومتزن في الفهم العميق والتحليل الدقيق والممارسة الصحيحة، من خلال وضع خطة استراتيجية مدروسة وطموحة وواقعية قابلة للقياس والتقويم، شارك في إعدادها وصياغتها أعضاء هيئة التدريس بالكلية جميعهم والطلبة المتوقع تخرجهم وخريجو الكلية الأقدمون والمجتمع الجامعي وأرباب العمل وجهات التوظيف، وقام بتحكيم برامجها الثلاثة ثلة من الخبراء الدوليين المختصين في هذا المجال.
وفي ضوء هذا الحراك الاستراتيجي النشط والفعال، واستجابة لمتطلبات التطوير والجودة ومتغيرات الزمان والمكان والأحوال؛ أعاد قسم الفقه وأصوله النظر الثاقب الحصيف في برامجه ومقرراته الدراسية المقدمة، في رحلة جادة مضنية وهادفة أفضت إلى إعادة صياغة هذه البرامج والمقررات، بدءًا برسالته ومخرجات تعليمه، وانتهاء بسمات خريجيه في إطار القيم الدينية الحاكمة بما تمليه أمانة حمل الرسالة الخاتمة، ومسؤولية تفقهها، ووجوب حسن تنزيلها في الواقع الراهن بما يضمن تحويلها إلى عمل صالح متقن ومجود يؤسس لبناء حضاري فشهود حضاري، يليق بأمة عرفت الإنسانية والتشريع والتاريخ حقها وفضلها، وعاشت في ظلالها، وتأثرت ببصماتها العلمية والعملية، وذلك برفع كفاءة برامجه على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) بما يتناسب مع الواقع الراهن وتحدياته المتسارعة والمتلاحقة والمتنوعة، ابتغاء رفد المجتمع بكفاءات ربانية ووسطية مزودة بالمعارف الفقهية والأصولية والمقاصدية، والمهارات العقلية والبحثية، وأدوات النظر والحجاج المنضبطة، تسهم في تلبية حاجاته في مجالات الفقه وأصوله ومقاصده، في بيئة تفاعلية آمنة ومحفزة للتعلم المستمر، والريادي والمتمحور حول الطالب، والمعتمد على البحث العلمي، وحل المشكلات، والمعزز بالرقمنة، والبعيد عن التعصب وإقصاء الآخر وتهميشه. واعتمد في الوصول إلى تحقيق أهدافه وتجسيد رسالته على نخبة من أعضاء هيئة التدريس المعروفين المرموقين على مستوى العالم الإسلامي: تربيةً وعلمًا وبحثًا وعطاء وإشعاعًا.
أ.د. صالح الزنكي
رئيس قسم الفقه وأصوله