الندوة الدولية:
واقع الأنثروبولوجيا في العالم العربي:
الحصيلة والآفاق
استمرارًا في مشروعه العلمي وانسجامًا مع أطره الاستراتيجية، نظم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر بشراكة مع مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في الجزائر ندوة دولية عن بعد تحت عنوان “واقع الأنثروبولوجيا في العالم العربي: الحصيلة والآفاق" استمرت على مدار ثلاثة أيام من 7 إلى 9 ديسمبر 2021.
عرفت الندوة العلمية مشاركة نخبة بارزة من الأنثروبولوجيين من العالم العربي ومن خارجه، وعالجت إشكالات ومواضيع متعددة تتصل بالأنثروبولوجيا عربيًّا بعد حوالي ستين سنة من تأسيس أقسام لها في بعض الجامعات العربية، وخصوصا ما تتعلق بقضايا المنهج والموضوع والممارسة الحقلية ومؤسسات البحث والتدريس، وتطرق المشاركون في الندوة لأسئلة ترتبط بالقضايا والظواهر والإشكالات اللامفكر فيها أنثروبولوجيا في العالم العربي، وللمعالجات الأنثروبولوجية الراهنة للصحة والمرض في ظل الجائحة العالمية كوفيد-19.
افتُتح اليوم الأول للندوة بكلمة ألقاها عن مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية الدكتور جيلالي المستاري، المدير السابق للمركز رحب فيها بالمشاركين والحضور ونوه بدور اللجنة العلمية للندوة والشراكة العلمية الناجحة في تنظيمها، كما تضمنت كلمته ملاحظات علمية تتعلق بأن الأنثروبولوجيا لم تعد علما مهتما بدراسة "الغرائبي" و"البعيد" ولكنها ارتادت آفاق ومواضيع جديدة، ويمكن الاستفادة منها علميا وعمليا في مجتمعاتنا. وفي كلمته الافتتاحية أشاد أيضا الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بالشراكة العلمية الناجحة والدور الفعّال لمركز البحث في الأنثروبولوجيا، مُثنيا على كلمة الدكتور جيلالي، وفي حديثه عن موضوع الندوة استشكل الدكتور نايف أهمية علم الانثروبولوجيا في أوساط المتخصصين وفي علاقته بالمجتمع والحاجة إليه علميا وعمليًّا. وترأس بعدها الدكتور المولدي الأحمر، الأستاذ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الجلسة الأولى التي عرفت مشاركة سبعة باحثين غطت أبحاثهم البدايات الأولى للأنثروبولوجيا وتجاربها في المغرب والعراق والجزائر وجدواها العلمية والعملية.
وعرف اليوم الثاني للندوة جلستين؛ تطرقت الجلسة الأولى لرؤى ومقاربات نقدية في موضوع ومنهجية وميدان الأنثروبولوجيا في العالم العربي، وترأسها الدكتور سامي هرمز، الأستاذ بجامعة نورث ويسترن في قطر، وغطت مواضيع حول إشكالات تتعلق بالموضوع والمنهج والمقاربات الانثربولوجية، في حين ترأس الدكتور مصطفى مجاهدي، الجلسة الثانية التي اهتمت بواقع التدريس والتكوين العلمي في حقل الأنثروبولوجيا عربيا، وشارك فيها باحثون بتجاربهم في البحث والتدريس بميدان الأنثروبولوجيا من بلدان عربية مختلفة.
أما اليوم الثالث والأخير فقد تطرقت جلسته الأولى برئاسة سهاد ظاهر ناشف، الدكتورة الباحثة بجامعة قاطر، إلى مواضيع تنتمي إلى اللامفكر فيه أنثروبولوجيا في العالم العربي من قبيل مواضيع الأنثروبولوجيا المرئية والاقتصاد الديني والقانون وغيرها. وخصِّصت الجلسة النقاشية الأخيرة التي ترأسها الدكتور جيلالي مستاري إلى موضوع الأنثروبولوجيا في ظل الجائحة، والمقاربات الأنثروبولوجية المتعلقة بفكرتي الصحة والمرض، وعرفت مشاركة واسعة من الباحثين وباقي الحضور والمشاركين.