نظّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيّة بجامعة قطر ندوة علميّة دوليّة بتاريخ 15 محرم 1441هـ الموافق 14 سبتمبر 2019م بعنوان: "المقاربات الشرعيّة المعاصرة للمفاهيم والموضوعات السياسيّة: قراءة في المنهج" في قاعة المؤتمرات بمبنى الإدارة العليا، جامعة قطر.
وقد حضر المؤتمر فضيلة الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة وجمع كبير من أعضاء هيئة التدريس، والضيوف، والطلاب، والطالبات، والجمهور.
وتأتي هذه الندوة ضمن الأطر الاستراتيجية الخمسة التي يعمل في ضوئها مركز ابن خلدون، لا سيما إطاري التجديد والتجسير، كمحاولة لرصد الإشكالات المنهجيّة في المقاربات الشرعيّة المعاصرة للمفاهيم والموضوعات السياسيّة، واستجلاء القواعد المنهجية الحاكمة لها.
افتُتحت الندوة التي أدارها الباحث حسين محمد نعيم الحق بكلمة تأطيريّة من فضيلة الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، حول موضوع الندوة، حيث ركّز فيها على أهم الإشكالات المنهجية في المقاربات الشرعيّة وكيفية الخروج منها، والقواعد المنهجية الحاكمة للمقاربات الشرعيّة المعاصرة.
وقال الدكتور نايف: لو أردنا أن نتحدث عن أهمية هذه الندوة، نجدها تكمن في جانبين؛ جانب الأثار، حيث نعلم جميعًا أن مجال الفكر السياسي هو أكثر المجالات تسببًا –عبر التاريخ- في قتل الأبرياء وسفك الدماء، حتى انهيار المجتمع في بعض الأحيان، فرأينا –مثلًا- الفكر الشيوعي والفكر النازي قتلا عشرات الآلاف من الأبرياء في سنين عديدة، فخطورة هذه الآثار –بحد ذاتها- تعطي أهمية كبيرة لمثل هذه الندوات. ومن جانب آخر نجد أن العصر الحديث من أكثر العصور التقاءً بين المعرفة السياسية والمعرفة الإسلامية، فسابقًا كان الفقيه يحتاج إلى معارف كثيرة لإصدار حكم شرعي في مسألة سياسية بعلاقة ثنائية بينه وبين النص، أو بعلاقة ثنائية بينه وبين الواقع. أما اليوم فقد اختلف الوضع، فالفقيه اليوم أمام ترسانة هائلة من العلوم والمعارف التي يحتاج إلى فهمها ومراعاتها ليصدر رأيه في قضية سياسيّة.
وختم الدكتور حديثه بشكر المشاركين والحضور.
ثم بدأت جلسات الندوة الثلاثة تِباعًا، وكانت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور محمد المختار الشنقيطي حول الإشكالات المنهجية في المقاربات الشرعيّة المعاصرة للمفاهيم والموضوعات السياسيّة. وشارك فيها كل من الأستاذ الدكتور نور الدين الخادمي ببحث معنون "إشكالات منهجيّة في مقاربات سياسيّة شرعيّة معاصرة"، والدكتور محمد حمود البغيلي ببحث "نقد المقاربات المعاصرة في الفكر السياسي الإسلامي: محمد شحرور نموذجًا"، والدكتور أحمد ذيب ببحث معنون "التشغيل القسري للمفاهيم السياسيّة المعاصرة في الخطاب الإسلامي: مراجعة منهجيّة وتقويم ابستمولوجي"، والدكتور لؤي صافي ببحثه "الإشكالات المنهجيّة للمقاربات الشرعيّة في حقل الدراسات السياسيّة".
ورأس الجلسة الثانية -التي تمحورت حول الأطر/القواعد المنهجيّة الحاكمة للمقاربة الشرعيّة للموضوع السياسي- الأستاذ الدكتور يوسف محمود الصديقي. وشارك فيها كل من الأستاذ الدكتور عبد المجيد النجار بحث معنون: "الأسس المنهجيّة الحاكمة للمقاربات الشرعية في المجال السياسي"، والأستاذ الدكتور امحمد جبرون ببحثه "الفكر السياسي الإسلامي الحديث وسؤال المنهج: في أفق مشروع منهجي جديد"، والأستاذ الدكتور أحمد أبو شوك ببحث "الأسس المنهجيّة الحاكمة للمقاربات الشرعيّ’ في المجال السياسي"، والدكتور صالح بوشلاغم ببحثه "نحو قواعد منهجية في المقاربات الشرعية السياسيّة المعاصرة".
أما الجلسة الثالثة والأخيرة فترأسها الدكتور نايف بن نهار، وكانت جلسة حواريّة حول السؤالين الآتيين:
- الإسلاميون بين منطق الدولة ومنطق الأمة.
- الإلزام الشرعي بين مستوى السلطة ومستوى الفرد.
وتحدث فيها عددٌ كبير من الأساتذة والدكاترة المهتمين بالشأن السياسي.
وقد تميزت الجلسات كلها بتفاعل كبير من الحضور مع القضايا التي طرحها المشاركون، كما تخللت الجلسات بتعقيبات رؤساء الجلسات على الأبحاث المقدّمة في كل جلسة، وملاخلاتٍ الحضور عليها، وأسئلتهم حول القضايا المبحوثة، وختم المؤتمر أعماله في الساعة الخامسة والنصف مساء.